جمال باريس ، لايشبه جمال أية مدينة أخرى . باريس أنشئت على أساس من الذكاء والجمال . جوها حلو ، حجارة مبانيها مغلفة بالحلم . أحياؤها رسمت بأفكار واضحة ومنطقية. من ضمن ساحاتها ساحة فاندوم . ساحة فاندوم أنشئت في عهد الملك المعظم وخصصت فيما بعد إلى الانتصارات الإمبراطورية. تشارك هذه الساحة بدورها في عنصري فخامة باريس : الذكاء والجمال . إنها فعلا ، مع شارع السلام الذي يجتازها ويتممها يمثل قلب المدينة ورمزها الرائع لتاريخها . تصميمها الفريد من نوعه ، حتى وإن كان كلاسيكيا يجعلها تحفة العمران المدني . أثرت بيئتها في حياة سكانها إلى حد دخولها في شخصيتهم . هكذا أصبح نمط ساحة فاندوم يعرف من خلال الملابس والحلي وكذا واجهات المنازل والأروقة المتوازنة . مم يتكوّن هذا النمط ؟ من خليط غير قابل للمحاكاة من نظام ونزوات. لم يكن الفنانون في أي بقعة من العالم يتمتعون بهذه القوة والاستقامة المتجددة ، غير أن الاختراع كان دائما متجددا وخاضعا لقواعد الذّوق الرفيع والأكيد . كيف تتعجب من ذلك ؟ إنه من الطبيعي ، بالنسبة للحرفيين و الرسامين وأهل الحرف والصنائع ، الذين يعيشون في جوّ جميل كهذا أن يحملوا تراثا قديما وأن يكونوا مخلصين في جهدهم لإبداع أحسن ما في العبقرية الفرنسية.